أكبر مسجد في العالم

أكبر مسجد في العالم

أكبر مسجد في العالم

الكاتب: محمد سلامي

تتوالى الأخبار طيلة السنين الماضية عن بناء أكبر مسجد في العالم، وظهر تنافس حميم بين الدول التي تظهر عداءها للإسلام من جهة وفي نفس الوقت تبني أكبر مسجد.

اقرأ مثلا هذه العناوين:
(احتفال رسمي وشعبي بافتتاح أكبر مسجد في ألمانيا)
(بلغاريا: الاستعداد لافتتاح أكبر جامع في بلغاريا)

وانظر مثلا إلى ما يفعله حفدة ستالين:
خلال الحقبة الشيوعية التي دامت حوالي سبعين سنة بقي في روسيا أقل من مائة مسجد، ومنعت المصاحف وكانت عقوبة الصلاة السجن لمدة خمس سنوات. ولما انهار الإتحاد السوفياتي قبل عقدين أعيد فتح المساجد المغلقة وبنيت أخرى حتى بلغت الآن حوالي ستة آلاف مسجد.
وعندما احتلت روسيا الشيشان في المرة الأخيرة ولاقت مقاومة شديدة اهتدت لحيلة بناء أكبر مسجد.
ويشدد المسؤولون الروس على دعمهم القوي لبناء المساجد، وتؤكد وسائل الإعلام الروسية على تزايد كبير في أعداد من يسمون بالمسلمين.
( طاجيكستان تبني أكبر جامع في العالم
وأضاف الناطق الرسمي للرئيس الطاجيكي: سوف يتم بناء الجامع على أرض مساحتها 7.5 هكتار، في قلب العاصمة “دوشان بي”، وسوف يمثل الهندسة المعمارية التراثية للطاجيكستان، وسوف يزين الجامع مئذنة كبيرة وجميلة، تُبنَى على 7 أعمدة مزخرفة، وتمثل 7 أبواب للجنة، وكذلك سوف يتم بناء نبع للماء ونافورة جميلة في صحن المسجد).
وفي نفس الوقت نقرأ أيضا:
(طاجيكستان: حظر الخطب والوعظ خلال الجنازة)
(طاجيكستان: قانون دخول المسجد لمن فوق 18 عامًا فقط)
(طاجيكستان: البرلمان يقر قانون منع المراهقين من الصلاة في المساجد )
(طاجيكستان: القبض على إمام مسجد لتعليمه القرآن للأطفال
أُلقِي القبض على إمام وخطيب بأحد المساجد بمدينة “دوشانبي” في “طاجيكستان” لتدريسه تعاليم الدين الإسلامي وأحكام القرآن للأطفال في منزله؛ حيث يعد تنظيم مثل هذه الدورات عملاً إجراميًّا في “طاجيكستان”.
وكان الإمام البالغ من العمر 42 عامًا يقوم بتدريس العلوم الدينية الإسلامية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 10 سنوات في منزله دون ترخيص من لجنة الشؤون الدينية بالجمهورية.
الجدير بالذكر أنه في يونيو2011 وافق برلمان دولة “طاجيكستان” على التعديلات التي أُدخِلت على قانون العقوبات بالنسبة لمن يمارسون نشاط الدعوة إلى الإسلام وتعليم الأطفال أحكام الإسلام أو القرآن.
وبموجب هذه التعديلات تم اعتبار تلك الممارسات مدارس غير قانونية بدون ترخيص، وتبلغ عقوبتها السجن من 5 إلى 12 عامًا).



(كازخستان: افتتاح أكبر مسجد في آسيا الوسطى
تم افتتاح “مسجد السلطان خيزاريه” الجمعة الماضية في العاصمة الكازاخية “أسطانا”، وهو يعد أكبر مسجد في آسيا الوسطى؛ حيث يبلغ قطر قبته 28 مترًا وارتفاعها 51 مترًا، ويتكون من ثلاثة طوابق، ويستوعب 9000 مصلٍّ، وقد جاء الافتتاح خلال احتفال مخصص للرئيس “نور سلطان نزارباييف”). (هي حملة انتخابية إذن)




(مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء
مسجد الحسن الثاني يقع بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، شرع في بنائه سنة 1987 م تم إكمال بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414/30 أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.
مسجد الحسن الثاني هو أول أكبر مسجد في العالم (الثالث بعد الحرمين)، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر وهي أعلى بناية دينية في العالم.
تتسع قاعة الصلاة بمساحتها ال 20,000 متر مربع ل 25,000 مُصلي إضافة إلى 80,000 في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة استعملت التقنية إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء وللصناعة التقليدية المغربية القديمة والمتجددة على الدوام، ويقدر ذلك ب 2,500 عامل و 10,000 صانع تقليدي و 50,000 ساعة عمل.
وهكذا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر. واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله اربعة لا لدعم نفق تحت المانش ولكن لإقامة صومعة لا مثيل لها. مسجد الحسن الثاني معلمة دينية ومعمارية فريدة، شيدت فوق الماء؛ تبهر الناظر ببنائها الشاهق وبدقة هندستها التي برع في إنجازها صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة , نصف المسجد مبني فوق البحر اصبح مسجد الحسن التاني معلمة من المعالم السياحية لمدينة الدارالبيضاء أعلى صومعة في العالم علوها 210 متر، يجعلها أعلى صومعة في العالم وقد جهزت الصومعة من الداخل بمصعد سريع يتسع لـ 12 شخص يمكنهم من الوصول إلى قمة الصومعة في أقل من دقيقة. أوقات الزيارة مسجد الحسن الثاني من المعالم الدينية القليلة التي يمكن زيارتها؛ من خلال زيارة موجهة، يمكنكم الاستمتاع بجمالية قاعة الصلوات وقاعات الوضوء وكذلك الحمامات. عدا يوم الجمعة، تتم كل يوم أربعة زيارات موجهة ومنظمة، على الساعة: 9 و10 و11 صباحا والثانية بعد الزوال، و يتم التعريف بمعالم المسجد، بالإضافة إلى العربية، بثلاثة لغات: الفرنسية والإنجليز ية والإسبانية). (هي السياحة إذن)



وفي الجزائر بلغ عدد المساجد التي تم تدميرها أو تعطيلها على الطريقة السوفياتية الآلاف وتحولت أخرى إلى ثكنات عسكرية، لكن الدولة حفظت الدرس أيضا، وصارت تشيّد المساجد الفخمة، وسيكون للجزائر جامعها الأعظم الذي سترتفع منارته بضعة أمتار إضافية لتحطم الرقم القياسي في كتاب غينس.
وبعدها كلما نطق ناطق: لماذا تحاربون دين الله؟ سيُلقم حجرا: نحن بنينا أكبر مسجد، ولا نحتاج لمن يعلمنا الإسلام فدولتنا تتكفل بالحفاظ على الإسلام، وهكذا تبقى الحرب الناعمة على الإسلام مستمرة في هدوء ضمن خطة عالمية محكمة، في زمن تغلبت فيه نظريات التمييع والإحتواء.
فلو أن الدولة لم تبن المساجد لظهر كفرها للناس، لكن تفعل ذلك ليعود عليها بالنفع العميم، ويصبح المسجد سلاحا في يدها تستثمره، عوض أن يكون في أيدي أعدائها .



تُرى لماذا تقبل السلطات الأمريكية ببناء مسجد في نيويورك، وبالضبط في المكان الذي تلقت فيه ضربتها التاريخية؟ أهي توبة نصوح؟ أم فتح إسلامي خارق؟
الجواب بسيط وواضح بعيدا عن الأحلام والأوهام:
إنهم لا يرضون عن الإسلام إلا إذا لم يكن إسلاما، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120)، ولذلك لم ترض الشيوعية عنهم ولا عن مساجدهم لما تناقضت العقيدتان، ولو أن أئمة المساجد يومها أفتوا بأنه لا إله والحياة مادة لحافظوا على مساجدهم، كما سكتت عنهم الإشتراكية والقومية والوطنية لما قالوا: هي من الإسلام.
ومادام الأئمة اليوم يدعون المصلين لعقائد العلمانية والديمقراطية والماسونية من احتكام لغير الله وتسليم بشرع غيره وحرية شخصية ومواطنة وأخوة بين الأديان، ويدعونهم لحماية هذه المبادىء ونصرتها، فأين المشكل؟ إن هذه المساجد التي فاقت في شموخها وزخرفها إيوان كسرى والتي يحق فيها قول الله تعالى: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (الشعراء: 130) لو كانت تؤدي رسالتها حقا لسوّتها دبابات العلمانية بالأرض، ولا يمكنها أن تؤدي رسالتها، حتى يكون عمّارها مسلمين حقا، فالمساجد ليست جدرانا، وإنما هي تعبر عن حقيقة أهلها، وتتجلى فيها عقيدتهم.
وإلى ذلك اليوم الذي يعودون فيه إلى الإسلام، لن تتضرر الجاهلية من بناء مسجد كما لا تتضرر من بناء كنيسة.

01-08-2012

أرسل تعليقا لصاحب المنشور (لا ينشر على الموقع)