تعليقا على وفاة الملاكم الأمريكي الأسود محمد علي

تعليقا على وفاة الملاكم الأمريكي الأسود محمد علي
تعليقا على وفاة الملاكم الأمريكي الأسود محمد علي

محمد سلامي

نشر في: 13ـ6ـ2016

أعلن محمد علي (كاسيوس مارسيلس كلاي سابقا) اعتناق الإسلام عام 1964م بتأثير من دعوة الحركة المسماة (أمة الإسلام) التي انضم إليها وصار مسؤولا فيها قبل أن يتركها.

هذه الحركة التي تأسست سنة 1930م على يد والاس فارد ثم قادها أليجا محمد جمع أهلها بين التوراة والإنجيل والقرآن، وألّهوا مؤسسها، وادّعى خليفتُه النبوة وأنكر بعث الأجساد، والصلاة عندهم قراءة لبعض الآيات والأدعية والصيام في شهر ديسمبر، وكانت حركة عنصرية معادية للبيض.

وحدثت صحوة بين أتباعها بعد اتصال بعض قادتها في الستينيات ببلاد العرب، إذ قاموا بمحاولة تصحيح عقائد أتباعها وسط انقسامات وخلافات شديدة، لكن بقي أمامها الكثير مثل غيرها.

وعند وفاته شارك الأمريكيون شعبا وحكومة ووفودٌ من مختلف أنحاء العالم في تشييع جثمانه حتى قيل: (توحدت الديانات) في جنازته يوم 10 يونيو 2016م، لذلك أقيمت له (مراسم دينية متعددة الديانات برئاسة إمام كما طلب محمد علي نفسه)!

هذا الدين المصنّع في محافل الماسونية هو السائد في هذا العصر، وما محمد علي إلا واحد من أتباعه.

فعن موقفه من الأديان الأخرى يقول: (الأنهار والبرك والبحيرات والجداول بتسميات مختلفة، وكلها تحتوي على الماء، والأديان لها أيضا أسماء مختلفة وجميعها تحتوي على الحقيقة).

المهم هو نشر المحبة والعدل والسلام بين الناس وإسعادهم، يقول: (أسأل نفسى قبل النوم دائماً هل سأكون فخوراً بحياتى اليوم إذا لم أستيقظ غداً، إننى أحاول ببساطة أن أجعل الآخرين سعداء وأن أدخل الجنة).

ولما أرادوا تكريمه يوما استجابوا لإصراره على عدم وضع اسمه على البلاط في شارع النجوم صيانة لاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يداس بالأقدام، فكتب اسمه على بلاطة خاصة علقت دون غيرها على الجدار، فلا مشكلة عندهم في احترام مقدسات الناس جميعا.

ولم يغضبوا من إعلانه الإسلام بقدر غضبهم من ثباته في موقفه الرافض للإلتحاق بالجيش الأمريكي عام 1967م أثناء الحرب على الفيتنام، فسُحب منه اللقب العالمي ومنع من الملاكمة وأدخل السجن قبل أن تعاد إليه حقوقه من بعد.

فقد رفض المشاركة في الحرب على الفيتنام قائلا: (إن عقيدته الإسلامية لا تنسجم مع هذه الحرب، وإنه لا يستطيع أن يقتل أو يجرح أناساً لا يعرفهم ولم يتسببوا له أو لبلده فى أذى وأن الله لم يأمره بمثل هذه المهام، وإنه لا خصام له مع المقاتلين الفيتناميين وإنهم لم ينادوه يوماً بالزنجى).

وفي الواقع لم ير محمد علي حرجا في الإنضمام إلى الجيش الأمريكي واعتناق مبادئه والدفاع عن الدولة الأمريكية، ولكن رفض الظلم الممارس ضد شعب آخر، مثلما رفض ظلم البيض للسود يومها.

والذي يهمنا أكثر هو اتفاق عامة من يسمّون سنة أو شيعة في هذا العصر على السكوت المميت على هذا الكفر، أو قل الجهل المطبق به وتربية أبنائهم عليه.

أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة