حرب الفِجار الباردة

حرب الفِجار الباردة
حرب الفِجار الباردة

محمد سلامي

نشر في: 11ـ9ـ2016

أعلنت إيران عن مقاطعة الحج بحجة عدم تلبية السعودية شروطها ومقترحاتها، وبدا كلا الطرفين يلقي باللائمة على الطرف الآخر ويحمّله المسؤولية، في مرحلة متقدمة من التنافر المفتعل لتهيئة الأجواء لجولات متقدمة من الحرب.

قال مسؤول إيراني: (إذا لم يتم أداء الحج هذا العام للحجاج الإيرانيين، فمن المعروف تماما أن السعوديين ماطلوا لعدة أشهر وعرقلوا إصدار التأشيرات ولم يقدموا أي ضمان لسلامة الحجاج وأمنهم، فإذا لم يتم أداء الحج فإن مسؤولية الصد عن سبيل الله تقع على السعودية).

وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية أن (بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية امتنعت عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج وتتحمل أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها من أداء الحج لهذا العام).

وقالت الوزارة: (المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا ترحب وتسعد بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار والقادمين من جميع دول العالم بما فيها جمهورية إيران لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة).

وقال ‏مجلس الوزراء السعودي أن المملكة لم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج أو العمرة، وأنها انطلاقا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله تؤكد ترحيبها وتشرّفها بخدمة جميع ضيوف الرحمن.

وأكد مجلس الوزراء السعودي: (رفض المملكة المحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية التي سخرت كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة).

وحتى لا ننسى فإن المشركين يُمنعون من الحج ولا يرحّب بهم، ما بالك إذا أعلنوا كفرهم في بيت الله الحرام؟ قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) (التوبة: 28).

ولذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة عليّا رضي الله عنه يؤذّن في الحج: (لاَ يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ) (رواه البخاري).

يقود السعوديون بمشايخهم وإعلامهم حملات التشهير بشركيات الشيعة حتى نسي الناس عندنا شركهم بالله وباتوا لا يرون إلا شرك الشيعة، وفي نفس الوقت يخدمون حجاج الشيعة كمسلمين، فلم يسمحوا لهم بدخول المسجد الحرام فحسب ولكن اتخذوهم إخوانا في الدين.

فهل يستطيع أدعياء التوحيد والسلفية تفسير هذه الإزدواجية في الإعتقاد؟ إذ كيف يعتبرونهم مجوسا وضيوفا للرحمن؟!

لكن طاعة ولي الأمر عندهم مقدّمة على عقيدة التوحيد، ولا فرق بينهم وبين رعية المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يصرّ على (إقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر) مما لا يوجد حتى في كتب الشيعة.

وقد عللت الرياض رفضها شروط خامنئي بأن (هذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج).

فالسعودية تشتكي من تعكير الحجاج الإيرانيين مناسك الحج لا من إلحادهم في المسجد الحرام وجهرهم بدعاء علي والحسين من دون الله تعالى.

وليس للمملكة مشكلة في أن يعجّ الحرم بطقوس الشيعة المنحرفة، ولكن يهمها  فقط نجاح موسم الحج وسير حركة الحجاج في أمن وسلام دون زحام.

أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة
أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة أقوال مأثورة