وصية توماس فريدمان لأئمة المساجد

وصية توماس فريدمان لأئمة المساجد

وصية توماس فريدمان لأئمة المساجد

الكاتب: محمد سلامي

12-04-2008

  المعادلة أصبحت كالتالي: تقرر أمريكا وغيرها من الدول الكبرى، فيأمر الحكام في هذه البلاد، فيفتي العلماء، فينفّذ الشعب ويخضع ويتبع ويساند.

   بينما يحاصر ما تبقى من عقائد الإسلام وشرائعه بين أسوار المساجد، وتتعرض إلى مقص الرقيب قبل أن تخرج للناس، ويُقتطع منها ما لا يوافق مشروع المجتمع العلماني، ويضطلع بذلك علماء رضوا بالرقابة الذاتية على دعوتهم في إطار القوانين الجاهلية، لأنهم يعتبرون أنفسهم موظفين في مؤسسة من مؤسسات الدولة العلمانية، عوض أن يكونوا موقّعين عن رب العالمين.

   (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف: 175/176].

   وتسلّط على الرافضين أقصى ألوان التنكيل والعذاب بل الإبادة، ويفسح المجال في الوقت نفسه لمبادئ الحرية الشخصية واللاإلتزام ونسبية العقيدة، وهي المذاهب التي حولت الإنسان إلى حيوان، فإذا أضيفت إلى فصل الدولة عن الإسلام كان خراب المجتمعات تحت حماية قانونية مدروسة ومضبوطة، وبدعوات وتبريكات من على المنابر، خط إفتتاحي واحد بين أئمة الحرمين وحاخامات ناتانيا وقساوسة الفاتيكان ومومسات هوليوود.

   قال اليهودي الأمريكي توماس فريدمان المحسوب على تيار المحافظين الجدد في صحيفة “نيويورك تايمز” (27/11/2001): (إذا كان “11/9” في الواقع بداية الحرب العالمية الثالثة، فعلينا أن نفهم ما هي هذه الحرب، نحن لا نقاتل من أجل القضاء على الإرهاب، الإرهاب هو مجرد أداة، نحن نقاتل لهزيمة أيديولوجية: الإستبداد الديني…إنه لا بد من محاربته في المدارس والمساجد والكنائس والمعابد، ولا يمكن أن يُهزم إلا بمساعدة أئمة، حاخامات وكهنة).

   راقب خطيب المسجد في حيّك وتحقق إن كان قد نفّذ الوصية أم لا.

وصية توماس فريدمان لأئمة المساجد

أرسل تعليقا لصاحب المنشور (لا ينشر على الموقع)