صادق خان عمدة للندن وحافلات تحمل عبارات التسبيح
محمد سلامي
نشر في: 21ـ5ـ2016
هذا بعض ما تناقلته وسائل الإعلام قبل أيام:
أعلن حزب العمال البريطاني، الجمعة، فوز مرشحه صادق خان برئاسة بلدية لندن، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب.
وتعرض خان لهجمات شرسة من قبل المحافظين خلال الحملة الانتخابية، ومن بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذين اتهموه أمام البرلمان بالارتباط بمتطرفين اسلاميين، وهو ما نفاه.
وتركت مسألة انتمائه الديني عدداً كبيراً من الناخبين الذين سألتهم الوكالة الفرنسية آراءهم غير مبالين، بمن في ذلك أعضاء الجالية المسلمة.
وقال كوروز زومان، الطباخ المسلم (57 عاماً) إنها “مسألة لا تحدث أي فرق”. وأضاف “أيا يكن اسم الشخص الذي سينتخب، فإن ما نريده هو أن يفي بوعوده”.
وحول هذه المسألة قال “أنا فخور بأنني مسلم”.
لكنه أضاف “أنا لندني، أنا بريطاني (..) لدي أصول باكستانية. أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل. أنا كل هذا”.
تابع “لكن العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنياً من أي معتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا. هذه إحدى المزايا العظيمة للندن”.
وكتبت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو في تغريدة على تويتر “تهاني لصادق خان الذي انتخب رئيس بلدية لندن، إن إنسانيته وتقدميته سيفيدان اللندنيين”.
يرى الكثير من الناس أن البريطانيين تخطوا ما يسمونه بـ (الحواجز الدينية) التي يربطونها بالعنصرية، وأنهم يتقبلون الآخر وينظرون إلى الإنسان من جانب كفاءته لا انتمائه الديني.
والحقيقة أنه لا البريطانيون ولا غيرهم يسمحون لمن يخالفهم في الدين أن يحكمهم، وليس لهذا الرجل انتماء لدين آخر غير دينهم، ولولا ذلك ما ظفر بهذا المنصب ولا هو سعى إليه ولو عُرض عليه، فقد عرضت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ملكا مطلقا فرفض.
فتَسمّيه بالمسلم ووراثته هذا الإسم عن أبيه لا يغير من منهج حياته الذي هو القيم الغربية العلمانية وما انبثق عنها من شرائع وهي دينه، ثم لا ينفعه من بعد ارتياد المسجد للصلاة ولا يضرهم.
ولو أنه كان ماركسيا مخالفا لمبادىء الإقتصاد الغربي أو حتى نصرانيا ملتزما بما يخالف نظامهم الإجتماعي ما وصل إلى هذا المنصب، لأنه سيغير منهج حياتهم، وكذلك الحال لو كان مسلما حقا.
وعبارات إسلامية على الحافلات:
إبتداء من 23 ايار/مايو الحالي، ستظهر على حافلات انكلترا ملصقات تحمل عبارة “سبحان الله” و”الله أكبر” في خطوة جديدة تسعى إلى تصحيح أفكار خاطئة عن الإسلام وجمع تبرعات لصالح ضحايا الحرب السورية.
تمول هذه الحملة، التي تأتي تزامنا مع شهر رمضان، منظمة “إسلامك رليف” وهي أكبر منظمة خيرية إسلامية في بريطانيا. وتقول المنظمة أنها تسعى إلى تسليط الضوء على محنة السوريين الفارين من الحرب الأهلية وجمع تبرعات مالية للاجئين. وستظهر هذه العبارات على 640 حافلة نقل عام، في خمس مدن أساسية تحتضن نسبة كبيرة من المسلمين، هي لندن وبرمنغهام ومانشستر وليستر وبرادفورد.
ويذكر أن شركة النقل التي تنظم الاعلانات على الحافلات والمترو، لا تسمح بنشر ملصقات مرتبطة بحزب سياسي أو حملة لكنها لا تمنع الإعلانات الدينية. إلا أن الشركة كانت قد حظرت، في عيد الميلاد، فيديو لإعلان مدته دقيقة واحدة من قبل كنيسة انكلترا في أكبر سلاسل السينما البريطانية. ووفقا لذلك، فقد أثار الإعلان عن ملصقات الحافلات التي تحمل شعارات إسلامية غضب بعض الجماعات المسيحية.
وقالت النائبة السابقة لحزب المحافظين آن ويدكومب: “إذا سمح للديانات الأخرى بوضع لافتات دينية فيجب أن يسمح للمسيحيين بالقيام بالشيء نفس″. وأضافت: “إذا كنا نسمح بهذه الاعلانات للإسلام، إذا نحن بحاجة لإعطاء المسيحيين حرية أكبر للتعبير عن أنفسهم.”
وأدانت أندريا وليامز، رئيسة مجموعة معنية بالشأن المسيحي القرار وقالت: “بريطانيا بلد مسيحي. المسيحيون بحاجة الى صوت.”
ويذكر أنه في نيسان/أبريل 2012، منع محافظ لندن السابق بوريس جونسون جمعية خيرية مسيحية من الإعلان عن “علاج لمثليي الجنس″.
شركة النقل تسمح بإعلانات على الحافلات عليها عبارة: “سبحان الله” و”الله أكبر” لكنها لم تسمح بإعلان للكنيسة عن علاج الشواذ، حتى صار النصارى يطالبون بالمساواة!
والمسألة ليست مسألة تمييز وعدم مساواة، بل إن النصرانية هنا تخطت الخط الأحمر في محاولة لتغيير نمط الحياة الإجتماعي في مجتمع دينه العلمانية قبل النصرانية، أما الدين الآخر المسمى بالإسلام فقد اكتفى بالأذكار.
وهذا لنعلم أيضا أن مكر الإنجليز أخطر على الإسلام من حقد الفرنسيين، وكلهم يقوم بدوره هذا يحمل عصا والآخر جزرة…