الرئيسة مؤلفات وردود مقالات مرئيات شـعـر مواقع اتصل بنا
هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ             َهذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
 الصفحة الرئيسة
  مؤلفات وردود
      أجوبة متفرقة



أجوبة متفرقة

محمد سلامي - تاريخ الإضافة : 2017.08.25 Share

السؤال:
هل يجوز مناقشة المشركين في مسائل فقهية؟ لأستبصر من أمري وأفتي نفسي وأعرف شبهتهم، فقد عظُم عندي أن أناقشهم في الفروع وأنا مخالف لهم في الأصل.



    المحذور في مناقشة المشركين في المسائل الفرعية الخاصة بالمسلمين هو ترسيخ اعتقادهم بأنهم من أهلها إذا كانوا من المنتسبين إلى المسلمين ودعوتهم إليها، وأن الخلاف معهم في هذه المسائل فقط، متجاوزين التوحيد، وهذا هدم للإسلام.
    أما إذا انتفى هذا المحذور فلا حرج في مناقشتهم فيها في حالات ما.
    كأن يريد التمهيد لدعوتهم إلى التوحيد بذكر أمر جزئي، على أن لا يبقى في مجرد التمهيد، فيستدرجونه إلى هذه المسائل.
    أو يكون عندهم علم بمسائل ما، ولم يجد من يعلمها من المسلمين، وخاف أن يفوته العلم أو العمل بها. أو كان يبحث عن تصوراتهم ومناهجهم.
    أو يريد أن يثبت لهم استخفافهم وتلاعبهم بالدين، (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 68).
    وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عدي بن حاتم وكان نصرانيا قبل أن يسلم، فدعاه إلى الإسلام وقال: (يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ, أَسْلِمْ تَسْلَمْ)، قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ, قَالَ: (أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ), قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: (نَعَمْ, أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ), قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: (نَعَمْ), قَالَ: (أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟) قُلْتُ: بَلَى, قَالَ: (أَوَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟)، قُلْتُ: بَلَى, قَالَ: (أَوَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ؟)، قُلْتُ: بَلَى, قَالَ: (ذَلِكَ لا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ), قَالَ: فَتَوَاضَعْتُ مِنْ نَفْسِي, قَالَ: (يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ, أَسْلِمْ تَسْلَمْ) (رواه أحمد وابن أبي شيبة).
    أو يريد أن يثبت لهم تناقضاتهم، كما هو وارد في القرآن الكريم عن مناظرات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم، قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة: 85)، وقال: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام: 144).
   

أعلى الصفحة