الرئيسة مؤلفات وردود مقالات شـعـر مواقع اتصل بنا
هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ             َهذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
 الصفحة الرئيسة
  مؤلفات وردود
      أجوبة متفرقة



أجوبة متفرقة

محمد سلامي - تاريخ الإضافة: 2013.05.15 Share

السؤال:
هل يجوز متابعة المؤذن المشرك فيما يقول؟



    ليس مؤذنو المشركين اليوم هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم والذين أمرنا بمتابعتهم وترديد ما يقولون في ندائهم، قال: (إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ) (رواه البخاري)، فإنهم يقولون ما لا يعقلون وإن عقلوه لم يعملوا به، فهم كاذبون في قولهم: أشهد أن لا إله إلا الله، لشركهم بالله.
    وليسوا هم الذين قال فيهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (الإِمام ضامنٌ، والمؤذِّن مؤتمنٌ، اللَّهمَّ أرشد الأئمَّة، واغفر للمؤذِّنين) (رواه أحمد وأبو داود).
    وليس أذانهم بالأذان الذي ورد فيه عن عبد الله بن مغفّل قَال: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ)، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: (لِمَنْ شَاءَ) (رواه البخاري).
    ولا بالأذان الذي قال فيه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ) (رواه البخاري)، لأن دعوتهم كاذبة وصلاتهم باطلة، وأذانهم لا يسقط عن المسلم وجوب الأذان.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ) قَالَ ابْنُ رُمْحٍ فِي رِوَايَتِهِ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قُتَيْبَةُ قَوْلَهُ: وَأَنَا. (رواه مسلم)، فعبارة: (وأنا أشهد) تعني العطف على شهادة المؤذن، ولا يمكن أن تعطف شهادة صادقة على شهادة كاذبة باطلة.
    وليس أذانهم بالأذان الذي يمنع الغزو، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يُغِير عند صلاة الصبح وكان يتسمَّعُ، فإِذا سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار. (رواه البخاري ومسلم وأبو داود)، لأن أذان الناس يومئذ كان دليلا على إسلامهم.
    أما من يعتبره مجرد ترديد لذكر الله، مثل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكره مشرك، فهذا لا شيء فيه إن شاء الله.
    والمسلم يحترم ذكر الله ويعظمه لذاته وإن نطق به مشرك، قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: 32)، ولا ينكر عليهم، كما لم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين ذكر الله إلا ما في كلامهم من كفر، عن ابن عباس قال: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَيْلَكُمْ، قَدْ قَدْ) فَيَقُولُونَ: إِلاّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ، يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ. (رواه مسلم).
    وقال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا) (المائدة: 2).
    قال ابن زيد: نزلت الآية عام الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة؛ جاء أناس من المشركين يحجون ويعتمرون فقال المسلمون: يا رسول الله، إنما هؤلاء مشركون فلن ندَعهم إلا أن نُغِير عليهم؛ فنزل القرآن (وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ).

أعلى الصفحة