الرئيسة مؤلفات وردود مقالات شـعـر مواقع اتصل بنا
هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ             َهذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
 الصفحة الرئيسة
  مؤلفات وردود
      أجوبة متفرقة



أجوبة متفرقة

محمد سلامي - تاريخ الإضافة: 2013.05.15 Share

السؤال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا)، وقال: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ)، فأيّ الحديثين ينزّل على واقعنا؟



    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) (رواه مسلم).
    وقال: (يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا) فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ)، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: (حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) (رواه أبو داود).
    غربة الإسلام هي غربة المسلمين، فيكونون أقلية بين المشركين كما كانوا في العهد المكي، وما ينطبق على حال الإسلام والمسلمين اليوم هو الحديث الأول لا الثاني.
    وقد ألفنا أن نسمع الحديث الثاني من علماء المشركين اليوم، وينزلونه مباشرة على واقعنا، ويستنبطون منه ـ متغافلين عن الكفر ـ أن أمراض هذه الأمة تتلخص في حب الدنيا وكراهية الموت، بما أنهم أمة المليار لكن أعداءهم متجرّئون عليهم.
    وإن كان معنى الحديث ينطبق على كل أمة فاسدة كثيرة العدد إذ يتجرأ عليها أعداؤها، فكثرة العدد وتداعي الأمم على هذه الأمة لا يُثبت لها الإسلام، فقد وقع مثل هذا للهنود والصينيين فاحتُلّت بلادهم.
    واعتقاد الغربيين بأنهم يحاربون المسلمين لا يُثبت لهم الإسلام، فتعريف المسلم يُستنبط من الإسلام ذاته لا من مفهوم المنتسبين إليه فضلا عن أعدائهم.
    لقد استقر الصليبيون في الشام مدة طويلة والمسلمون كثيرون، وأوضح مثال عن حب الدنيا وتداعي الأمم ما كان عليه حال المسلمين يومها في الأندلس من ترف وبذخ، حتى تجرأ عليهم الفرنجة، لولا أن الله أنقذهم بالمرابطين.
    أما الإحتلال الأوربي في القرنين الماضيين فقد وجدهم مشركين، وهذا أسوأ من حب الدنيا وكراهية الموت.

أعلى الصفحة