الرئيسة مؤلفات مقالات مواقع اتصل بنا
هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ             َهذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
 الصفحة الرئيسة
  مقالات
      الأزهر في مواجهة التوحيد



الأزهر في مواجهة التوحيد

الكاتب: محمد سلامي

   قال عبد الرحمن الجبرتي في "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" في حوادث سنة 1123هـ: (وفي شهر رمضان قبل ذلك جلس رجل رومي واعظ يعظ الناس بجامع المؤيد، فكثر عليه الجمع وازدحم المسجد، وأكثرهم أتراك ثم انتقل من الوعظ، وذكر ما يفعله أهل مصر بضرائح الأولياء وإيقاد الشموع والقناديل على قبور الأولياء وتقبيل أعتابهم، وفِعل ذلك كفر يجب على الناس تركه، وعلى ولاة الأمور السعي في إبطال ذلك، وذكر أيضا قول الشعراني في طبقاته: إن بعض الأولياء اطلع على اللوح المحفوظ، أنه لا يجوز ذلك، ولا تطلع الأنبياء فضلا عن الأولياء على اللوح المحفوظ، وأنه لا يجوز بناء القباب على ضرائح الأولياء والتكايا، ويجب هدم ذلك، وذكر أيضا وقوف الفقراء بباب زويلة في ليالي رمضان، فلما سمع حزبه ذلك خرجوا بعد صلاة التراويح ووقفوا بالنبابيت والأسلحة، فهرب الذين يقفون بالباب فقطعوا الجوخ والأكر المعلقة، وهم يقولون: "أين الأولياء" فذهب بعض الناس إلى العلماء بالأزهر، وأخبروهم بقول ذلك الواعظ، وكتبوا فتوى، وأجاب عليها الشيخ أحمد النفراوي والشيخ أحمد الخليلي بأن كرامات الأولياء لا تنقطع بالموت، وأن إنكاره على اطلاع الأولياء على اللوح المحفوظ لا يجوز، ويجب على الحاكم زجره عن ذلك، وأخذ بعض الناس تلك الفتوى ودفعها للواعظ وهو في مجلس وعظه، فلما قرأها غضب وقال: يا أيها الناس، إن علماء بلدكم أفتوا بخلاف ما ذكرت لكم، وإني أريد أن أتكلم معهم وأباحثهم في مجلس قاضي العسكر، فهل منكم من يساعدني على ذلك وينصر الحق؟ فقال له الجماعة: نحن معك لا نفارقك، فنزل عن الكرسي واجتمع عليه من العامة زيادة عن ألف نفس، ومرّ بهم من وسط القاهرة إلى أن دخل بيت القاضي قريب العصر، فانزعج القاضي، وسألهم عن مرادهم، فقدموا له الفتوى، وطلبوا منه إحضار المفتيين والبحث عنهما).

   ثم تدخل الحكام الذين استنجد بهم كل من الواعظ والمفتيين وقمعوا حركته، وعاد كل واحد إلى معبوده.

   ولعل هذا الواعظ الرومي مثل أولئك الذين يسيرون في البلدان فإن وجدوا الناس مخالفين للإسلام ثاروا عليهم، لأنهم لم يألفوا شركهم أو بدعتهم، وتجدهم في بلادهم يعايشون كفرًا وبدعا من نوع آخر يألفونه لطول الأمد، في زمن لم ير الناس حرجا في ابتداع العقائد فضلا عن العبادات.

   وفي هذه الحادثة يقول حسن الحجازي(المتوفي سنة 1131هـ):

مصرٌ حـلّ بهـا واعـــظْ  -  عــن منهج صدقٍ قـد أعرضْ
أبـدى جهلا فيها قــــولا  - منـه الحُبـلى حــالا تُجهـــض
فأســاء الظن بســــاداتٍ  -  أحكـام الديــن بهــم تَنهـــض
إذ قال لنا: من أين لكــــم  -  ختـمٌ بالخيــر لهـم يُفــــرَض؟
وكرامــاتٌ لهـم انقطعت  -  بالمــوت زيــارتـهم تُرفَــض
وتُـهـــدّ جميــــع قبــابــهم  -  ومُــرتّبــــهم كــلاَّ يُـنقَـــض
وعلى اللوح المحفوظ فما  -  للهـــادي مـطّلــع يُـعــرض
وخرافـاتٌ شتى الألـســن  -  إن فـاهت بها شـرعًا تُقـرض

وهو نفسه القائل –كما ذكر الجبرتي- دون شعور منهما بالتناقض:

ليتنـا لم نعش إلى أن رأينــا  -  كـلَّ ذي جِنَّةٍ من الناس قطبـــــا
عَلَما هـم به يلـوذون، بل قـد  -  تَخِذوه من دون ذي العرش ربّا
إذا نسـوا الله قائليـن: فـلان  -  عن جميع الأنـام يفرج كربـــــا
وإذا مات يجعلــوه مــزارًا  -  وله يهرعـون عُجْما وعُرْبــــــا
بعضهم قبّل الضريـح وبعضٌ  -  عتبَ البــاب قبّلـوه وتُربـــــا
هكذا المشركون تفعلْ معْ أصـ  -  نــامهم تبتغـي بـذلك قربــــا

   لقد كان الأزهر –ولا يزال كغيره من مؤسسات هذه الأمة- مركزًا لاستصدار الفتاوى التي تبرر الشرك بالله، منذ أسسه العبيديون الملاحدة، حيث درّسوا فيه ديانتهم، ثم التقمه أمثال هؤلاء المتصوفة الذين غيّروا مذهبه الفقهي، لكن عقيدة الكفر لم تتغيّر، وإلى أن أصبح حامي حمى العلمانية على أيدي الإنجليز ومن جاء بعدهم.

   جاء في جريدة "الخبر" (18/11/2002) ما يلي: (قضى الأزهر باعتبار أن الإسلام لا يحرم الفائدة المصرفية بمعدلات ثابتة، وقال المدير العام لأمانة لجنة البحوث الإسلامية أن هذا القرار اتُّخذ خلال اجتماع للجنة في نهاية أكتوبر، وقال الشيخ صابر تعلب أن "الرأي تمّ تبنّيه بغالبية 21 من الأعضاء الـ22 في اللجنة").

أعلى الصفحة
أضف تعليقك
تحميل

أضف هذا الموقع إلى المفضلة